قال أبو نعيم: حدثنا إبراهيم بن السندي، حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا أبي، حدثنا المسعودي، عن مزاحم بن زُفَر، عن مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
ورواه البزار في (مسنده) قال: حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا المسعودي، بسنده بلفظ الرواية الثانية.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه علتان:
الأولى: المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، قال ابنُ حجرٍ:"صدوقٌ اختلطَ قبل موته، وضابطه أن مَن سَمِعَ منه ببغدادَ فبعدَ الاختلاطِ"(التقريب ٣٩١٩).
بل شَدَّدَ ابنُ حِبَّانَ في حديثه فقال:"كان المسعوديُّ صدوقًا إلا أنه اختلطَ في آخرِ عمره اختلاطًا شديدًا حتَّى ذَهَبَ عَقْلُهُ، وكان يحدثُ بما يجيئه فحمل، فاختلطَ حديثُه القديمُ بحديثِهِ الأخيرِ ولم يتميزْ، فاستحق الترك"(المجروحين ٢/ ١٢).
قلنا: هذا القول من ابنِ حِبَّانَ فيه تشدد، والصحيح أن مَن روى عنه قبل الاختلاط فحديثه صحيح، بخلافِ مَن رَوى عنه بعد الاختلاطِ، وأبو داود الطيالسيُّ سَمِعَ منه بعد الاختلاطِ، قال ابنُ حِبَّانَ:"سماعُ أبي داود من المسعوديِّ كان بعد أن اختلطَ"(الثقات ٧/ ٥٦٨)، ولذا لا تُقبلُ روايتُه عنه.
وأما عبد الله بن يزيد المقرئ، فلا يُدرى هل سَمِعَ منه قبل الاختلاط أم بعده، غير أن الظَّاهرَ أن سماعه منه قبل الاختلاط، وذلك أن أحمدَ نصَّ على