وقال الزركشيُّ:((المعروف في الحديث: ((أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوا سَمْنَكُمْ))، أما التفرقة بين المائع وغيره فضعيفٌ)) (شرح مختصر الخرقي ٦/ ٧٠٠).
وقال ابنُ عبد الهادي-بعد ذِكْرِهِ لحديثِ أبي هريرةَ-: ((ورجالُه وإن كانوا رجالَ الصحيحين فإنه خطأٌ من وجوهٍ كثيرةٍ ... والصوابُ حديث الزُّهريِّ، عن عبيد الله)) (التنقيح ٤/ ٨٢).
وقال أيضًا:((رواه أحمد، وأبو داود، وقال البخاريُّ: هو خطأٌ، وقال الترمذيُّ: هو حديثٌ غيرُ محفوظٍ، وقال أبو حاتم: هو وَهْمٌ)) (المحرر في الحديث ٨٣٧).
وقال ابنُ حجر:((هذا حديثٌ غريبٌ تفرَّدَ به مَعْمَرٌ عنِ الزُّهريِّ، وخالفَ أصحابَ الزُّهريِّ في إسنادِهِ ... ولم يقعِ التفصيلُ في حديثِ ميمونةَ في مُعظَمِ الطرقِ)) (موافقة الخبر الخبر ١/ ١٥٣).
وحكم عليه الألبانيُّ بالشذوذِ، وقال:((هذا إسنادٌ ظاهره الصحة، وليس كذلك، لأَنَّ معمرًا -وإن كان ثقةً- فقد خُولِفَ في إسنادِهِ ومتْنِهِ. أما الإسنادُ: فرواه جماعةٌ عنِ الزُّهريِّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عنِ ابنِ عباس، عن ميمونةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ؟ فَقَالَ: ((انْزِعُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ))، ثم ذَكَرَ روايةَ ابنِ بُوْذَوَيْه، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عبيد الله، عن ابن عباس ... وقال: ((ولَا يَشُكُّ مَن كان عنده عِلمٌ ومعرفةٌ بعلل الحديث، أن روايةَ مَعْمَرٍ هذه أصحُّ من روايتِهِ الأُولى؛ لموافقتها لرواية مالك ومَن تابعه ممن ذكرنا وغيرهم ممن لم نذكر، وأن روايتَه تلكَ شاذَّةٌ لمخالفتها لرواياتهم. وقد أشارَ إلى ذلك الحميديُّ في روايته، عن سفيان ... ، وأما المخالفة في المتن: فقد رواه