وقال ابنُ الملقنِ:"قال أبو عمر في (تمهيده): كلُّ ما يُروى عن عمارٍ في هذا مضطربٌ مختلفٌ فيه، وأكثر الآثار المرفوعة عنه:((ضربة واحدة للوجه واليدين))، وقاله أيضًا أحمد بن حنبل في (سؤالات أحمد بن عبيدة) "(البدر المنير ٢/ ٦٥٠).
وقال عبدُ الحقِّ الإشبيليُّ:"الصحيحُ المشهورُ في صفة التيمم من تعليمِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إنما هو للوجهِ والكفَّينِ"(الأحكام الوسطى ١/ ٢٢١)، وأقرَّه ابنُ القطانِ (٢/ ٤٣٠).
وذكر المباركفوريُّ في (شرح الترمذي): ((أن هذا الحديثَ لا يصلحُ للاحتجاجِ)). انظر:(تحفة الأحوذي ١/ ٣٧٧)، وقوله بتمامه:"فظهرَ من كلامِ الحافظِ أن حديثَ عمارٍ الذي رواه البزارُ لا يصلحُ للاحتجاجِ وإن كان سندُهُ حسنًا، وقد تقرَّرَ أن حسن الإسناد أو صحته لا يستلزم حسن الحديث أو صحته.
وقد استدلَّ صاحبُ آثار السنن بحديثِ عمَّارٍ الذي رواه البزارُ، ونقلَ من (الدراية) قولَ الحافظِ بإسناد حسن، ولم ينقل قوله الباقي الذي يثبت منه ضعفه، وكذلك فَعَل صاحب (العَرْف الشذي)، وليس هذا من شأن أهل العلم".
قلنا: وقد حاولَ بعضُ العلماءِ دفعَ هذه المخالفة بنوعٍ منَ الجمعِ، ولكنهم اختلفوا في طريقة الجمع:
فذَهَبَ الشافعيُّ وتابعه البيهقيُّ إلى النسخِ فقال: "فلو كان لا يجوزُ أن يكون تيمم عمار إلى المناكب إلا بأمرِ النبيِّ عليه السلام مع التنزيلِ، كان منسوخًا؛ لأن عمارًا أخبرَ أن هذا أول تيمم كان حين نزلت آية التيمم، فكلُّ تيممٍ كان