فأدخلَ ابنُ المباركِ واسطةً بين الليثِ وبكرٍ، وأرسلَ الحديثَ.
وتابع ابنَ المباركِ على هذا الوجه يحيى بنُ بُكيرٍ، كما عند الحاكم في (المستدرك ٦٤٥) -وعنه البيهقيُّ في (السنن الكبير ١١١٠) -، ولكن جعله عن عميرة وحده ولم يذكر معه غيره.
وتابعهما على الإرسالِ وكيعُ بنُ الجراحِ كما عند ابن أبي شيبة في (المصنف ٨١١٦) فقال: عن ليث بن سعد، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار؛ أَنَّ رَجُلَيْنِ أَصَابَتْهُمَا جَنَابَةٌ فَتَيَمَّمَا فَصَلَّيَا ... فذكره مرسلًا.
فأرسلَه وكيعٌ ولم يذكر عميرة بن أبي ناجية.
وتابع وكيعًا، ابنُ المباركِ في رواية عبد الرزاق عنه، كما عند الدارقطني في (السنن ٧٢٨).
فاتَّفَقَ ثلاثتُهم (يحيى بن بكير، وابن المبارك، ووكيع) على الإرسالِ، وزاد عليهم ابن السكن:"عبد الله بن يزيد المقرئ"، انظر (سنن أبي داود ٢/ ٢٨٠ حاشية رقم ٣).
بينما اختلفوا في ذكر الواسطة بين الليث وبكر بن سوادة، والراجحُ ذكرها، وذلك أن مَن ذَكرها وهو يحيى بن بكير من أثبت الناس في الليث، كما قال ابنُ عَدِيٍّ وغيره. كما في (تهذيب التهذيب ١١/ ٢٣٧)،
وتابعه ابن المبارك من رواية سويد بن نصر عنه، وصرَّحَ فيها بالتحديثِ بين الليثِ وعميرةَ.
فهؤلاء أربعة من أصحابِ الليثِ الأثبات خالفوا عبد الله بن نافع في وصلِ الحديثِ- فأرسلوه وأظهروا علته.