وصحح الألباني سنده، ثم قال:((فقد ظهر مما سبق أنه اتفق ثلاثة من الثقات على رواية الحديث عن ابن سيرين عن صفية عن عائشة موصولًا، فلا يضره رواية أحدهم وهو قتادة من طريق أخرى مرسلًا ... وكذلك لا يضره رواية الآخرين وهما هشام وأيوب منقطعًا بإسقاط صفية من الإسناد)) (الإرواء ١/ ٢١٥ - ٢١٧).
قلنا: لكن رواية حماد لهذا الحديث عن هشام وأيوب بهذا الإسناد والمتن- غريبة جدًّا، بل منكرة، وذلك لأمرين:
الأول: أن المحفوظ عن هشام وأيوب ما رواه الثقات الأثبات عنهما، عن ابن سيرين: أن عائشة نزلت على صفية، .. الحديث باللفظ المذكور آنفًا.
كذا رواه ابن المبارك، ويزيد بن هارون، وأبو أسامة عن هشام،
ورواه حماد بن زيد عن أيوب، كلاهما عن ابن سيرين، به.
وهؤلاء فرادى أثبت من حماد بن سلمة، فكيف وقد اجتمعوا؟ !
هذا لو كانت المخالفة ثابتة عن ابن سلمة، وليس كذلك كما تراه فيما يلي.
الثاني: أن المحفوظ عن حماد بن سلمة روايته للحديث عن قتادة، كذا رواه عنه عامة أصحابه، وعلى رأسهم عفان -وهو أثبتهم فيه- وبهز وعارم وحجاج وغيرهم.
فأما روايته عن هشام وأيوب، فلم ترد إلا عند ابن الأعرابي، من روايته