للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثِيَابًا، اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).

فجعله عمرو بن الحارث من رواية ((يزيد بن قيس))، بدلًا من ((سويد))! ! وسمى تابعيه ابن قرظ أو قرط، بدلًا من ابن قريط.

ولكن قال ابن رجب: ((رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن ابن قرظ أو قرط الصدفي، أنه سأل عائشة ... فذكره بمعناه. خرجه بقي بن مخلد في مسنده)) (فتح الباري ٢/ ٣٦) (١).

قلنا: كذا ذكره ابن رجب موافقًا لابن لهيعة في تسمية ابن قيس؛ ولذا قال قبله عقب رواية قتيبة: ((وابن لهيعة لا يُقبل تفرده بما يخالف الثقات، ولكن تابعه غيره))! ! (الفتح ٢/ ٣٦).

قلنا: الذي ذكره البخاري هو الصواب؛ لعدة أسباب:

منها: أن البخاري بَيَّن سنده كاملًا، فعلمنا راويه عن ابن وهب، وهو أحمد بن عيسى المصري، صدوق من رجال الشيخين، وقد تُكلم فيه بلا حجة، بينما ذكره ابن رجب معلقًا، فلم يذكر الواسطة بين بقي وابن وهب.

ومنها: أن مرجع البخاري أصل للراوية، ومرجع ابن رجب وسيط، فهو ناقل من غيره، وعند النقل قد يحدث الخلل.

ومنها: أن البخاري وابن أبي حاتم ترجما لكل من سويد ويزيد، وذكرا في ترجمة يزيد وحده روايته عن ابن قرط أو قريط، مما يدل على أنه هو راوي


(١) - وفي هذه الطبعة سقط، استدركناه من طبعة الشيخ طارق (١/ ٤١٨).