للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا اعتراض مطروح لما بيَّنَّاه آنفًا، وقد استنكره الألباني لكونه لا فائدة منه، فـ ((الراوي عنه عبد الملك مجهول، وابن التركماني مقر به، وإلا لعلق عليه، فحرصه على ترجيح أنه ابن الحارث حرص ضائع)) (الضعيفة ٣/ ٦٠٣).

الثالثة: الانقطاع بين مكحول وبين أبي أمامة؛ فإنه لم يسمع منه، قال أبو حاتم: ((لا يصح لمكحول سماع من أبي أمامة)) (المراسيل ٧٩١)، وقال مرة: ((لم يَرَ أبا أمامة)) (المراسيل ٧٩٦).

وبهذا أعله الدَّارَقُطْنِيّ أيضًا، فقال: ((لا يثبت ... ومكحول لا يثبت سماعه)).

وقال أيضًا: ((مكحول لم يسمع من أبي أمامة شيئًا)) (السنن، عقب رقم ٨٤٦).

وأقره البيهقي في (الكبرى، عقب رقم ١٥٧٤) و (المعرفة ٢٢٦٧) و (الخلافيات ٣/ ٣٧٩)، وابن الجوزي في (العلل ١/ ٣٨٣)، و (التحقيق ١/ ٢٦١)، وابن دقيق في (الإمام ٣/ ٢٠٤)، والغساني في (تخريج أحاديث السنن، ص ٦٧)، وابن عبد الهادي في (التنقيح ١/ ٤١٠)، والزيلعي في (نصب الراية ١/ ١٩١)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه ٣/ ١٩٤)، والعيني في (العمدة ٣/ ٣٠٧).

واعترض العيني في موضع آخر على انقطاعه قائلًا: ((و (قول) الدَّارَقُطْنِيّ: (مكحول لم يسمع أبا أمامة) غير مُسَلَّم؛ لأنه أدرك أبا أمامة وسمع في عصره، وإذا روى عنه فالظاهر السماع؛ فإن الشرط عند مسلم إمكان اللقي. ولو ثبت إرساله فالمرسل حجة عندنا)) (البناية ١/ ٦١٧).

قلنا: قد أدرك مكحول عددًا من الصحابة وروى عنهم، ومع ذلك لم يُثبت