للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثانية: ما ذكره من شك أبي أسامة في رواية: ((دَعِي الصَّلَاةَ قَدْرَ الْأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا) بدليل قوله في آخرها: ((أو كما قال)).

وجوابه: أن جزمه بأن صاحب هذا القول هو أبو أسامة- عَري عن الدليل.

ولذا تعقبه ابن التركماني قائلًا: ((قد قرن مع أبي أسامة في هذا الإسناد جماعة، وفيه أيضًا هشام، فلا أدري من أين للبيهقي أن أبا أسامة هو المتعين لكونه شك فيه؟ ! ثم الأظهر أن الشك ليس براجع إلى قوله: ((دَعِي الصَّلَاةَ قَدْرَ الأَيَّامِ التِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا)) بل هو راجع إلى قوله: ((ثُمَّ اغْتَسِلِي)) لقربه)) (الجوهر ١/ ٣٢٥، ٣٢٦).

الثالثة: ما ذكره من الاختلاف على أبي أسامة في لفظه، وأن الأَوْلى أن يكون محفوظًا عنه الرواية التي فيها: ((فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي)) لموافقتها رواية الجماعة عن هشام.

وجوابه: أن الاختلاف المذكور ليس هو في الحقيقة على أبي أسامة، وإنما هو اختلاف على محمد بن عثمان بن كرامة أحد من رواه عن أبي أسامة.

فالحديث قد رواه البخاري (٣٢٥) عن أحمد بن أبي رجاء.

ورواه ابن المنذر (٨٠٨ طيبة) من طريق حسين البِسطامي.

ورواه الإسماعيلي - وعنه البيهقي (١٥٦٩) - من طريق هارون بن عبد الله الحَمَّال.

ثلاثتهم - وهم ثقات من أصحاب الصحيح - عن أبي أسامة، به بلفظ: ((دَعِي الصَّلَاةَ قَدْرَ الأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي)).