ولذا لما سئل الإمام أحمد عن حديث عائشة:((تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا))، قال:((عائشة ترى الأقراء الأطهار، هذا كلام مختلط)) (المسائل برواية أبي داود، ص ٢٥٣).
وفي سؤالات أبي طالب: قال أحمد: ((هذا خطأ، كل مَن روى ((أَيَّامَ أَقْرَائِكِ)) فقد أخطأ، عائشة [لا] تَروي عن النبي عليه السلام ((أقرائك))، (وتفتي) بأن الأقراء الأطهار! ... وأهل الكوفة لا يعرفون إلا قول عبد الله، فجعلوه الأقراء ... وأما أهل المدينة فلا يقولون:((الأقراء)) إنما يقولون: ((أيام حيضك))، و:((ما كانت تحبسك حيضتك)). (شرح ابن ماجه لمغلطاي ٣/ ١٠٣، ١٠٤).
وبنى ابن رجب على هذا قاعدة في تضعيف حديث الراوي إذا روى ما يخالف رأيه، ثم قال:((قد ضَعَّف الإمام أحمد وأكثر الحفاظ أحاديث كثيرة بمثل هذا، ومنها: حديث عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للمستحاضة: ((دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ)). قال أحمد:((كل مَن روى هذا عن عائشة فقد أخطأ؛ لأن عائشة تقول: الأقراء: الأطهار لا الحيض)) (شرح العلل ٢/ ٨٨٨، ٨٨٩).
وبنفس هذه القاعدة رد الشافعي رواية من روى هذه اللفظة في قصة أم حبيبة بنت جحش رضي الله عنها، من حديث عائشة أيضًا، قال رحمه الله تعالى:((وقد رَوى غير الزهري هذا الحديث ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرها أن تغتسل لكل صلاة)) ... وقد رَوى فيه شيئًا يدل على أن الحديث غلط، قال:((تَتْرُكُ الصَّلَاةَ قَدْرَ أَقْرَائِهَا))، وعائشة تقول:((الأقراء: الأطهار)) (الأم ٢/ ١٣٩).
وممن ردها في حديثنا هذا أيضًا: البيهقي وابن عبد البر:
قال ابن عبد البر: ((وأما احتجاجهم بقوله صلى الله عليه وسلم للمستحاضة: ((اقْعُدِي أَيَّامَ