للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفهد وأبو الأحوص ثقتان، وكذلك أصحاب القول الأول؛ فالاختلاف فيه من ابن كثير هذا.

ولروايته هذه مخالفة أُخرى غير ما سبق:

فقد رواه ابنُ عُيَينَةَ، عنِ ابنِ عجلانَ، عن سعيد بن أبي سعيد: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ: عَنِ الْمَرْأَةِ تَجُرُّ ذَيْلَهَا إِذَا خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُصِيبُ الْمَكَانَ الَّذِي لَيْسَ بِطَاهِرٍ؟ قَالَتْ: ((فَإِنَّهَا تَمُرُّ عَلَى الْمَكَانِ الطَّاهِرِ فَيُطَهِّرُهُ)). أخرجه عبد الرزاق في (المصنف ١٠٦): عنِ ابنِ عُيَينَةَ، به.

وهذا الموقوفُ مع انقطاعه أَولى من روايةِ ابنِ كثيرٍ.

ورغم كُلِّ هذا، فقد تساهلَ في تصحيح هذا الحديث: ابنُ خزيمة وابنُ حبان، فأخرجاه في (صحيحيهما)، وكذلك ابنُ السكن في ((السنن الصحاح المأثورة)) كما في (البدر المنير ٤/ ١٣٢).

وقال الحاكمُ: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ فإن محمد بن كثير الصنعانيَّ هذا صدوقٌ، وقد حَفِظَ في إسنادِهِ ذِكْرَ ابنِ عجلانَ، ولم يُخرِّجَاه)).

وفي كلامه هذا نظر؛ فإن محمد بن كثير لم يخرج له مسلم أصلًا، وقد علمتَ حالَه، وكذلك فإن ابنَ عجلان لم يحتج به مسلم، وإنما خرَّج له في الشواهد كما قال الحاكمُ نفسُه فيما حكاه عنه الذهبيُّ في الكاشف، وانظر: (صحيح سنن أبي داود ٢/ ٢٤٠).

وقد ذَهَبَ إلى تحسينه فضل الله التوربشتي (١) فيما حكاه عنه علي القاري في


(١) ترجم له السبكيُّ في (طبقات الشافعية ٨/ ٣٤٩) وقال: ((محدِّثٌ فقيهٌ من أهل شيراز، شرح (مصابيح البغوي) شرحًا حسنًا ... )).