الحسين الكرابيسي، حدثنا إسحاق الأزرقُ، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن (أبي هريرة)(١)، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات عدا الحسين الكرابيسي، وهو فقيه إمام إِلَّا أَنَّ الإمام أحمد تَكلم فيه من أجل مسألة اللفظ بالقرآن، فتكلم هو في أحمد أيضًا، فهجره الناس وسقط عندهم لذلك، وقال الحافظ:((صدوق فاضل تكلم فيه أحمد لمسألة اللفظ)) (التقريب ١٣٣٧)، وانظر:(اللسان ٢/ ٣٠٣).
وقد أخطأ الكرابيسي في رفع هذا الحديث، وخالفه فيه الثقات:
فرواه ابن عدي في (الكامل ٤/ ٣١) من طريق عمر بن شَبَّة. ورواه الدارقطني في (السنن ١٩٦): من طريق سعدان بن نصر. كلاهما، عن إسحاق الأزرق، عن عبد الملك به موقوفًا.
وعمر بن شَبَّة وسعدان ثقتان، فروايتهما هي الصواب، ويؤيدهما:
ما رواه الطحاوي في (شرح معاني الآثار ١/ ٢٣): من طريق عبد السلام بن حرب. ورواه الدارقطني في (السنن ١٩٦، ١٩٧): من طريق أسباط بن محمد، وابن فضيل. ثلاثتهم: عن عبد الملك به موقوفًا.
فهذا يؤكد خطأ الكرابيسي في رفع هذا الحديث، ولذا أنكره عليه
(١) وقع في مطبوع الكامل في طبعاته الثلاث: ((الزُّهْرِيّ))، وهو تصحيف ظاهر، فليس للزهري في هذا الحديث ذكر، وقد رواه الجورقاني وابن الجوزي من طريق ابن عدي على الصواب، وكذا عزاه له الزيلعي في (نصب الراية ١/ ١٣١)، والعيني في (عمدة القاري ٣/ ٤١)، وقد أشار الألباني في (الضعيفة) إلى هذا الخطأ. والله أعلم.