والحافظ إذا زاد في الحديث شيئًا فزيادته مقبولة)) (الأوسط ٢/ ٤٠٠).
وقال البيهقي:((رواه جماعة، عن الزُّهري؛ مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، وصالح بن كيسان وغيرهم، فلم يذكروا فيه: ((فَدَبَغُوهُ))، وقد حفظه سفيان بن عيينة، والزيادة من مثله مقبولة إذا كانت لها شواهد، وقد تابعه على ذلك عقيل بن خالد، وسليمان بن كثير، والزبيدي فيما رُوِيَ عنهم)) (السنن الكبرى ١/ ٢٤)، وأقرَّه ابن دقيق العيد في (الإمام ١/ ٢٩٧).
وقد قبلها أيضًا ابن بطال، وابن عبد البر، وقد ذكرنا قولهما في الكلام على طريق سفيان.
وقد تعقب ابن عبد البر قول الذهلي باضطراب سفيان، وجعل الاضطراب من الزُّهري، فقال:((والقول الذي قاله النيسابوري عن ابن عيينة من اضطرابه عن الزُّهري في هذا الحديث = قد قاله غيره عن ابن شهاب، واضطراب ابن شهاب في هذا الحديث، وفي حديث ذي اليدين؛ كثير جدًّا، وهذا الحديث من غير رواية ابن شهاب أصح، وثبوت (الدباغ) في جلود الميتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة صحاح ثابتة)) (التمهيد ٩/ ٥١).
وبعيدًا عن الاختلافات الموجودة في طريق الزُّهري، فقد ثبت ذكر الدباغ من غير طريقه؛
فقد أخرجه مسلم (٣٦٣/ ١٠٢) عن ابن أبي عمر، وعبد الله بن محمد الزُّهري.
وأخرجه الحميدي في (مسنده ٤٩٨).
وأخرجه النسائي في (المجتبى ٤٢٧٦) عن محمد بن منصور.
وأخرجه أبو عوانة في (المستخرج ٦٢٨) من طريق علي بن المديني.