لاختلاف الرواة عنه في ذكر:(الدباغ)، وضَعَّفَ أيضًا رواية الزبيدي، وعقيل؛ فقال:((لست أعتمد في هذا الحديث على ابنِ عُيَينَةَ لاضطرابه فيه ... ، وأما ذكر (الدباغ) فيه فلا يوجد إِلَّا من رواية يحيى بن أيوب، عن عقيل، ومن رواية بقية، عن الزبيدي، ويحيى وبقية ليسا بالقويين، ولم يذكر مالك ولا معمر ولا يونس (الدباغ)، وهو الصحيح في حديث الزُّهري، وبه كان يفتي)) (التمهيد ٩/ ٥٠).
قلنا: وفي قوله نظر؛ فأما كلامه على اضطراب سفيان: فجل الروايات عنه بذكر: (الدباغ)، خلا روايتين كما تقدم، فلعله لم ينشط فيهما فلم يذكره.
ومما يدل على أن ذكر:(الدباغ) محفوظ في رواية سفيان؛ ما رواه الحميدي (عقب حديثه الذي فيه الدباغ)، قال:((قيل لسفيان: فإن معمرًا لا يقول فيه: ((فَدَبَغُوهُ))، ويقول: كان الزُّهري ينكر الدباغ، فقال سفيان: لكني قد حفظته)) (مسند الحميدي ١/ ٣١٩).
وروى أبو يعلى عن إسحاق، قال:((سمعت سفيان بمنى يقول: حفظته مِن فِيِ الزُّهري يحدِّث، عن عبيد الله ... ))؛ فذكر حديثه في الدباغ، (مسند أبي يعلى ١٣/ ١٦).
وقد قبل كثير من أهل العلم زيادة سفيان في الدباغ، واعتبروها زيادة من ثقة.
قال ابن المنذر:((فإن قالوا: ليس في رواية مَعْمَرٍ، عن الزُّهري ذكر (الدباغ)، قيل له: قد رَوَى هذا الحديثَ ابنُ عُيَينَةَ، وعقيل، والزبيدي، وهؤلاء من ثقات أصحاب الزُّهري، وقد ذكروا (الدباغ) في حديثهم،