وأما طريق حجاج بن أرطاة: فأخرجه البزار (٤٧٨٨) من طريق حفص بن غياث، عن حجاج، عن عطاء، به.
ولكن حجاج بن أرطاة أيضًا ضعيفٌ، قال الحافظ:((صدوقٌ كثير الخطأ والتدليس)) (التقريب ١١١٩).
وقد تُوبع عطاء على ذكر (الدباغ) من عكرمة مولى ابن عباس، لكنه جعله من مسند سودة، ومن عبد الرحمن بن وعلة، لكن بسياق مختلف، وستأتي رواياتهم قريبًا.
وكل هذا مما يؤكد حفظ سفيان لهذه اللفظة، قال البيهقي:((وحديث عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس شاهد لصحة حفظ سفيان بن عيينة ومن تابعه)) (السنن الكبرى ١/ ٢٥).
ولو سلمنا بخطأ ذكر (الدباغ) في حديث الزُّهري، ونَحَّيْنا طريقه بالكلية، فتكفي هذه الطرق في إثبات الدباغ، مع شواهده الكثيرة.
ولذا قال الذهلي -بعد أن ضعَّف رواية (الدباغ) في حديث الزُّهري-: ((وأما من غير رواية الزُّهري فذلك محفوظ صحيحٌ، عن ابن عباس)) (التمهيد ٤/ ٥٠)
وقال ابن المنذر:((ولو لم يرو عن الزُّهري هذا الحديث، لكان في رواية عمرو بن دينار، وابن جُرَيجٍ، عن عطاء، عن ابن عباس، عن ميمونة، وحديثه عن عكرمة، عن ابن عباس؛ كفاية، ومقنع)) (الأوسط ٢/ ٤٠١).
وقال ابن بطال:((وذكر (الدباغ) في حديث ابن عباس من رواية ابن وعلة، وعطاء، عن ابن عباس ثابت محفوظ)). وقال أيضًا:((فإن (الدباغ) قد جاء من