أخرجه مالك في (الموطأ) -وعنه (الشافعي، وابن المبارك، وعبد الرزاق، والطيالسي) -: عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أمه، عن عائشة، به.
وأخرجه الباقون جميعًا من طريق مالك به (١).
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين، عدا أُمِّ محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ فلم يَرْوِ عنها غير ابنها محمد، هذا الحديث الواحد، كما قال الأثرم -وسيأتي نصُّ كلامه-، ولم يوثقها معتبر، إنما ذكرها ابن حبان في (الثقات) كما في (تهذيب التهذيب ١٢/ ٤٨٤) على قاعدته في توثيق المجاهيل، ولذا ذكرها الذهبي في فصل النسوة المجهولات من (الميزان ٤/ ٦١٥)، وقال الحافظ:((مقبولة)) (التقريب ٨٧٦٧).
وبها أعل الإمام أحمد هذا الحديث، فقد سأله ابنه عبد الله: عن هذا الحديث؟ فقال له: ما ترى في هذا الحديث؟ فقال:((فيه أمه؛ مَنْ أمه؟ كأنه يكرهها في الحديث)) (العلل ومعرفة الرجال ٤١٠٨)، وفي موضع آخر، قال عبد الله:((كأنه أنكره من أجل أمه)) (العلل ٤٨٢٧). وأقرَّه ابن دقيق العيد في (الإمام ١/ ٣٠٢)، وابن عبد الهادي في (التنقيح ١/ ١١٦)، وابن التركماني في (الجوهر النقي ١/ ١٧).
وعلله الأثرم بها أيضًا، فقال: ((وأما حديث محمد بن عبد الرحمن بن
(١) وذكر الدارقطني في (العلل ٣٧٩٦) متابعًا لمالك، ولم نقف على روايته.