ومع كلِّ ذلك ذكره ابن حبان في (الثقات ٧/ ١٣٦) -على عادته في توثيق المجاهيل-، وذكر له هذا الحديث، وتمسك بعضهم بصنيع ابن حبان هذا متعقبين به تضعيف الدارقطني، ومنهم العيني في (العمدة ١٢/ ٥٦)، والزيلعي في (نصب الراية ١/ ١١٨)، وابن الهمام في (فتح القدير ١/ ٩٧)، وأفصح ابن الهمام قائلًا:((فقد ذكره ابن حبان في (الثقات)؛ فلا ينزل الحديث عن الحسن))! .
وصنيعهم هذا مردود؛ لأنه بغض النظر عن جهالة عبد الجبار هذا، فإن الدارقطني مقدم على ابن حبان في هذا الباب، ثم إِنَّ الدارقطني نصَّ على ضعْفِه بخلاف ابن حبان، فلم يزد على أن ذكره في كتابه (الثقات)، وقد أورد فيه عددًا كبيرًا من المجاهيل، وفيهم من لم يعرفه هو، كما صرح بذلك في غير ما موضع من كتابه، وانظر:(الضعيفة ١٠/ ٤١٢).
وأما متابعة الهذلي لعبد الجبار، فلا تفيده شيئًا؛ لشدة ضعفه.
ولذا أعله به الحافظ في (الدراية ١/ ٥٧ - ٥٨)، والسيوطي في (الحاوي للفتاوي ١/ ٢٠)، والألباني في (السلسلة الضعيفة ١٠/ ٤١٢).
العلة الثانية: عنعنة الوليد بن مسلم؛ فهو وإِن كان ثقةً إِلَّا أنه كثير التدليس والتسوية (التقريب ٧٤٥٦)، فيسقط الضعفاء من فوق شيخه، فلربما أخذه أخوه عن ضعيف أو متروك فأسقطه الوليد من الإسناد.