وقال الدارقطني -عقب هذه الرواية-: ((أبو بكر الهذلي ضعيف))، يعني: ضعيفٌ جدًّا؛ فقد قال فيه عقب الرواية المرفوعة:((متروكٌ))، فهو علة الحديث مرفوعًا وموقوفًا.
الطريق الثاني:
أخرجه الدارقطني في (السنن ١١٨) -ومن طريقه البيهقي في (الكبرى ٨٢)، و (الخلافيات ٨٢)، وابن الجوزي في (التحقيق ٧٨) - قال: حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل الأبلي، حدثنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا محمد بن آدم، نا الوليد بن مسلم، عن أخيه عبد الجبار بن مسلم، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به.
ورواه تمام في (الفوائد ٧٥٥)، وابن عساكر في (تاريخه ٣٤/ ٣٣) من طريق محمد بن آدم، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: عبد الجبار بن مسلم؛ قال الدارقطني عقب الحديث:((عبد الجبار ضعيف))، وأقرَّه ابن الجوزي في (التحقيق ١/ ٩٠)، والغساني في (الأحاديث الضعاف صـ ٧)، وابن دقيق العيد في (الإمام ٣/ ٣٧٢)، وابن عبد الهادي في (التنقيح ١/ ١١٨) -.
وقال الذهبي:((ضعيف ولا أعرفه)) (ميزان الاعتدال ٢/ ٥٣٤)، وذلك لأنه لم يسند غير هذا الحديث كما قال تمام الرازي (عقب الحديث)، ولم يروِ عنه غير الوليد بن مسلم كما قال ابن حجر، وعلى هذا فهو مجهول العين، لكن قال الفسوي:((سألت هشام بن عمار عنه فقال: كان يركب الخيل ويتنزه ويتصيد))، قال الحافظ: ((وهذا الوصف مع رواية أخيه عنه