النيسابوري:((ضعيف، منكر الحديث))، وقال ابن عدي:((أحاديثه مسروقة يسرقها من قوم ثقات ويوصل الأحاديث))، وضعَّفه الدارقطني وغيره (تهذيب التهذيب ٩/ ٢٠٢).
وما أدق كلمة ابن عدي:((يسرقها من قوم ثقات ويوصل الأحاديث))، فالظاهر أنه سرق هذا الحديث، وكان أصلُّه مرسلًا، فوصله، فإن أبا داود ذكر أن أبا معاوية إنما روى هذا الحديث مرسلًا، وأشار بذلك إلى إعلاله:
قال أبو داود:((رواه عبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية، عن هلال، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لم يذكر أبا سعيد)).
وكذا قال الذهبي:((رواه جماعة عن هلال عن عطاء مرسلًا)) (المهذب ١/ ٢٣).
إِذَنْ، فهناك اختلاف على هلال بن ميمون، رواه عنه مروان بن معاوية الفزاري -وهو ثقة حافظ- فوصله مع الشك أو التردد.
ورواه أبو معاوية الضرير وعبد الواحد عن هلال، فأرْسَلَاه عن عطاء، وكلاهما ثقة.
وهذه الوجه المرسل وإن لم نقف عليه، إِلَّا أَنَّ جَزْمَ أبي داود بوُرُودِهِ، مع التردد الذي رواه مروان بن معاوية عن هلال عن عطاء، في ذكر أبي سعيد، كُلُّ هذا يقوِّي جانبَ الإرسال، أو على الأقل يضعف الوثوق بسنده الموصول سواء مع التردد أو دونه.
وقد علَّقَ المزيُّ على كلام أبي داود بقوله:((قال أبو القاسم: ورواه ثور بن يزيد، عن هلال، فرفعه)) (التحفة ٣/ ٤٠٤).
وأبو القاسم هو ابن عساكر، ويعني بقوله:((رفعه)) أي: وصله، وقد سبق