تخريج رواية ثور من (تاريخه)، وبيَّنَّا أنه لا يفرح بها، لأَنَّ راويه عن ثور متروك، بل كذَّبه ابن معين! .
والحديث صححه الألباني في (صحيح أبي داود ١/ ٣٣٩)، وعلَّقَ على كلام أبي داود قائِلًا:((لم أقفْ عليه مرسلًا، وهو لا يُعِلُّ الموصول قبله؛ لأَنَّ مروان بن معاوية ثقة حافظ، ... وهو قد حفظ الحديث على وجهه فوصله؛ وهي زيادة منه يجب قبولها. ثم إِنَّ من رواه مرسلًا يقوِّي الموصول؛ لأَنَّ الراويَّ قد يرسل الحديث أحيانًا وقد يوصله؛ فروى كلٌّ ما سمعه منه)) (صحيح أبي داود ١/ ٣٤٠).
وفي هذا الكلام نظر من وجوه:
الأول: أن مروان لم يجزم بوصله، وإنما رواه عن هلال، عن عطاء قال:((أُرَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ))، وهذا شك وتردد يضعف الوثوق بالوصل! .
الثاني: أن الوصل والإرسال هنا وجهان متعارضان، لا يقوِّي أحدهما الآخر، فإما أن يترجح أحدهما، أو يحكم على الراوي المختلف عليه باضطرابه فيه، والقول بثبوتهما معًا، وأنه نشط مرة فرفعه، وقصر أخرى فأرسله، قول لا يليق هنا لما يلي:
الثالث: أن هلال بن ميمون، وإن وثقه ابن معين، وقال النسائي:((ليس به بأس))؛ فقد قال فيه أبو حاتم:((ليس بالقوي، يكتب حديثه)) (الجرح والتعديل ٩/ ٧٦)، وقال ابن حبان:((يخالف وَيَهِمُ)) (المشاهير ١٤٣٠)، وقال ابن حجر:((صدوق)) (التقريب ٧٣٤٧).
فليس هو من الثقات الحفاظ، الذين إِنْ اختُلفَ عليهم يمكن أن يجاب عنهم بقولنا:((قد يرسل الراوي الحديث أحيانًا، وقد يوصله))، فهو لا