تسعتهم: عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، به فقالوا:((رحراح)). بلا شك.
وهؤلاء روايتهم أرجح، وذلك لثقة رواتهم، وعدم وقوع الشك فيها.
ولذا قال ابن خزيمة - عقبه -: ((روى هذا الخبر غير واحد عن حماد بن زيد فقالوا: (رحراح) مكان (الزجاج) بلا شك))، وتابعه البيهقي فقال - عقبه -: ((هو كما قال))، وكذا ابن دقيق العيد في (الإمام ١/ ٢٩٠ - ٢٩١).
وقال ابن حجر:((وهذه اللفظة تفرد بها أحمد بن عَبْدَةَ وخالفه أصحاب حماد بن زيد فقالوا: (رحراح) ... ))، ثم قال:((وصرح جمع من الحُذاق بأن أحمد بن عَبْدَةَ صحفها، ويقوي ذلك أنه أتى في روايته بقوله (أحسبه)، فدل على أنه لم يتقنه، فإن كان ضبطه فلا منافاة بين روايته ورواية الجماعة لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيئته وذكر هو جنسه)) (فتح الباري ١/ ٣٠٤).
قلنا: وقوله (تفرد بها أحمد بن عَبْدَةَ) فيه نظر؛ فقد توبع من سليمان بن حرب، كما ذكر الحافظ نفسه في (إتحاف المهرة ١/ ٤٥٥)! .
وهذه المتابعة: أخرجها أبو عوانة في (المستخرج ١٠٠٦٨)، والدينوري في (المجالسة ٣٠٨٢) كلاهما: عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا ثابت، عن أنس، به. بلفظ:(( ... فَأُتِيَ بِقَدَحٍ زُجَاجٍ)). بَلا شَكٍّ.
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ رجال الصحيح عدا إسماعيل بن إسحاق القاضي، وهو ثقة إمام؛ قال ابن أبي حاتم:((كتب إلينا ببعض حديثه وهو ثقة صدوق)) (الجرح والتعديل ٢/ ١٥٨). وقال الدارقطني: ((إمام جليل