إِلَّا أن هذه المتابعة مرجوحة كذلك؛ فقد رواه عبد بن حميد في (مسنده ١٣٦٥)، وابن سعد في (الطبقات ١/ ١٥٠)، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم كما عند البيهقي في (السنن الكبير ١١٩)، ثلاثتهم: عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، به، بلفظ (رحراح) كما تقدم.
ولا يقوى إسماعيل بن إسحاق القاضي على مخالفة الجماعة هؤلاء، والله أعلم.
وقد تابع سليمان بن حرب، الجماعة المتقدم ذكرهم آنفًا.
وكذا تابع حماد بن زيد، سليمان بن المغيرة كما عند أحمد في (المسند ١٢٤١٢)، وابن سعد في (الطبقات الكبرى ١/ ١٥٠)، وغيرهما، ولكن بلفظ:((قدح أروح)).
قلنا: وقد حاول ابن خزيمة الجمع بين القولين فقال: ((والرحراح: إنما يكون الواسع من أواني الزجاج لا العميق منه)) (الصحيح ١/ ١٨٠).
وقال الحافظ بعد ذكر تفرد أحمد بن عَبْدَةَ:((فإن كان ضبطه فلا منافاة بين روايته ورواية الجماعة لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيئته وذكر هو جنسه)) (فتح الباري ١/ ٣٠٤)، وتبعه القسطلاني في (شرح صحيح البخاري ١/ ٢٧٦).
قلنا: وهذا الجمع يرده رواية البخاري المتقدمة تحت باب: ((التطهر في المخضب وغيره)) أنه كان مخضبًا من حجارة، وثم فرق بين الحجارة والزجاج، والله أعلم.