وهذا الذي قاله البيهقي؛ قد ذهب إليه فريق كبير من العلماء، منهم ابن الصلاح (المجموع شرح المهذب (١/ ٢٥٧)، والنووي (خلاصة الأحكام ١/ ٨١)، وابن دقيق العيد (الإمام ١/ ٢٨٣)، وابن كثير (إرشاد الفقيه ١/ ٢٩)، والزركشي (التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح ٢/ ٦٨٧ ط الرشد)، وابن الملقن (البدر المنير ١/ ٦٣٤، التوضيح لشرح الجامع الصحيح ١٨/ ٤١٢)، والدميري (النجم الوهاج في شرح المنهاج ١/ ٢٦٠)، والدماميني (مصابيح الجامع ٦/ ٤٢١)، والكوراني في (الكوثر الجاري ٦/ ٩٩)،
وقال سبط ابن العجمي:((وفي حفظي عن أبي عمرو بن الصلاح: أن الذي سلسله أنس، لا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رأيت شيخنا قال في (باب الشرب في قدح النبي صلى الله عليه وسلم) ما لفظه: (وهذا الذي عليه الحفاظ أن المتخذ له أنس بن مالك)(التلقيح لفهم قارئ الصحيح ١/ ٧٩٦ دار الكمال المتحدة).
وقال الضياء المقدسي:((قيل إن الذي سلسله أنس بن مالك)) (السنن والأحكام ١/ ٣١)، ووافقه الصالحي (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٧/ ٣٦١)، وبنحوه قال ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق ١/ ١٤٤).
ومال إلى ذلك ابن حجر في (المدرج)، ووافقه السيوطي، انظر (المدرج إلى المدرج (ص: ٣٢).
ولكن خالف ابنُ حجر ذلك في (الفتح)، فقال متعقبًا البيهقيَّ:((لم يتعين من هذه الرواية من قال هذا وهو (جَعلتُ) بضم التاء على أنه ضمير القائل وهو أنس، بل يجوز أن يكون (جُعلت) بضم أوله على البناء للمجهول فتساوي الرواية التي في الصحيح)) (الفتح ١٠/ ١٠٠).