للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا كله يدل على أن اللفظة المذكورة هي من رواية الزعفراني فقط، لا من رواية موسى بن هارون.

والراجح نكارة هذه اللفظة لانفراد الزعفراني بها مع جهالته.

لكن يبقى قول موسى بن هارون صحيحًا حيث ذكره الخطيب عقب إخراجه للحديث.

التنبيه الثاني:

ذكر الشيرازي الحديث في (المهذب ص ٣١) فقال: ((روى أنس أن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر فاتخذ مكان الشفة سلسلة من فضة)).

فقال: (الشفة) مكان: (الشعب). فتعقبه غير واحد، فقال القلعي: ((الشفة خطأ)) (النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب للركبي ١/ ٢٠).

وقال النووي: ((حديث القدح صحيح رواه البخاري إِلَّا أنه وقع في المهذب (فاتخذ مكان الشفة) وهو تصحيف، والصواب ما في صحيح البخاري وغيره (فاتخذ مكان الشعب) بفتح الشين المعجمة وإسكان العين وبعدها باء موحدة، والمراد بالشعب: الشق والصدع)) (المجموع شرح المهذب ١/ ٢٥٧)، وبنحوه قال ابن الملقن في (البدر المنير ١/ ٦٣٤).

وقد حاول البعض تأويل كلام الشيرازي فقال: ((ولم نسمعه إِلَّا (الشفة) وليس بخطأ، إنما أراد الموضع الذى يضع عليه شفته حين يشرب، وهو حرف الإناء، يدل عليه قول الشيخ: ومن أصحابنا من قال: يحرم في موضع الشرب؛ لأنه يقع به الاستعمال، وهذا واضح جلي. وإنما وقع الوهم في الخطإ في (الشعب) حين قال: ((انكسر قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم))، والكسر يقتضى الشعب في المعنى. والشعب: الصدع والكسر وهو الإصلاح أيضًا،