هكذا مضافة إلى الفاعل، أو مبنية للمجهول كما ذهب الزركشي وابن حج - لا تصح؛ فقد رواها البيهقي من طريق علي بن حمشاذ، عن موسى بن هارون، وعثمان بن علي الزعفراني، عن محمد بن علي بن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة السكري، به.
ففي هذه الرواية جمع ابن حمشاذ بين موسى بن هارون وعثمان الزعفراني، وموسى بن هارون ثقة حافظ، بخلاف عثمان بن علي الزعفراني، فليس له ترجمة إِلَّا في (تاريخ أصبهان ١/ ٤٢٢)، ولم يذكر فيه شيئًا غير أنه ابن أخي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني البغدادي قدم أصبهان مع الموفق. وترجم له الخطيب في (تاريخه ١٣/ ١٧٢) فلم يزد على قول أبي نعيم، وقال:((حدث عن عبد الوهاب بن الضحاك)).
ولم يسند البيهقي لعثمان هذا غير هذا الحديث وحديث آخر ضعيف في (البعث والنشور ٨).
وقد رُوِي هذا الطريق عن موسى بن هارون من وجه آخر فجاء موافقًا لرواية البخاري بلفظ:((فجَعَلَ)).
رواه عنه الطبراني في (الأوسط (٨٠٥٠).
ودعلج بن أحمد كما عند الخطيب في (الفصل للوصل المدرج في النقل ١/ ٢٤٩).
كلاهما: عن موسى بن هارون بسنده فقال: ((إِنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انْصَدَعَ فَجَعَلَ مَكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ)).
وقد وافق موسى على هذا: الهيثم بن خلف والحسن بن سفيان، كما عند البيهقي نفسه في (السنن الكبير ١١٣) من طريق الإسماعيلي عنهما.