رواه مسدد في "مسنده" - كما في (إتحاف الخيرة) -: عن عبد الوارث، به.
وابن عُلَيَّةَ وعبد الوارث كلاهما من أصحاب أيوب الأثبات، فلعل هذا الاختلاف من أيوب نفسه، فقد سئل يحيى بن معين عن اختلاف ابن عُلَيَّةَ وحماد بن زيد، في حديث أيوب؟ فقال:"إن أيوب كان يحفظ، وربما نسي الشيء"، قال ابن رجب:"فنسب الاختلاف إلى أيوب" انظر: (شرح علل الترمذي ٢/ ٧٠٠، ٧٠٢).
وقد رواه مالك عن نافع، به، بلفظ (الْقِبْلَةِ)، فترجحت هذه اللفظة على لفظة (الْقِبْلَتَيْنِ) فهي غير محفوظة في هذا الطريق.
وقد أشار لهذه العلة ابن دقيق العيد؛ فقال - عقبه -: "وهذا الحديث هو الذي مَرَّ من رواية مالك، وليس فيه الْقِبْلَتَيْنِ"(الإمام ٢/ ٥٢٦).
ثم إِنَّه طريقٌ ضعيف لإبهام الرجل الأنصاري كما سبق. والله أعلم.
وقال الباجي:"وقد رُوِي أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أَنْ تُستقبل واحدة من القبلتين لغائط أو بول وإن لم يكن إسناده بذلك"(المنتقى شرح الموطأ ١/ ٣٣٧).
[تنبيه]:
عزاه السيوطي في (الجامع الكبير ٢٣/ ١٤٩) لـ "ض، ش". ويعني بالأول (المختارة) للضياء، ولكن وقع في (كنز العمال ٢٧٢١٠)"ص" ويعني سنن سعيد بن منصور، وهو أليق بهذا الحديث، ولكن وقع في مطبوع (الكنز) هكذا: "عن نافع قال: سمعت رجلًا يحدث (عن) ابن عمر عن أبيه". كذا (عن ابن عمر)، والصواب:(يحدث ابن عمر) كما في (الجامع الكبير)، وكل مصادر التخريج، والله أعلم.