في الآخر -، خالف الثقات الأثبات: كمالك، وسليمان بن بلال، ويزيد بن هارون، والأوزاعي؛ الذين رووه عن يحيى بن سعيد بإسناده السابق بلفظ:(مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ)، كما تقدم في الصحيحين وغيرهما.
وعليه: فرواية (مُتَوَجِّهًا نَحْوَ الْقِبْلَةِ) شاذة لمخالفتها رواية الجماعة، ويؤكد ذلك أَنَّ حفصًا كان يشك فيها، كما بَيَّنَهُ مسدد في روايته عنه.
وأشار إلى شذوذها ابن عبد البر؛ حيث أسند الحديث عقب رواية حفص هذه من طريق عبيد الله بن عمر به بلفظ:«مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةِ»، ثم قال:"هذه الرواية فيها موافقة لما قاله مالك من استقبال بيت المقدس، وهذا إن شاء الله أثبت الروايات في حديث ابن عمر"(التمهيد ١/ ٣٠٥).