والمحفوظ عن أبي هريرة ما رواه مسلم (٩٧١) وغيره: من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ، فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ». هكذا دون تقييده بحدث أو غيره.
وقد أشار البوصيري إلى ذلك؛ فقال:"ورواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه بغير هذا اللفظ"(إتحاف الخيرة ٢/ ٥١٤).
ومما يدل على اضطراب محمد بن حميد فيه وضعفه: أنه روى هذا المتن موافقًا لرواية الجماعة وجعل ذكر البول والغائط من قول أبي هريرة، كذا رواه عنه أبو داود الطيالسي، كما سيأتي.
والحديث ضعفه البيهقي فقال:"فَأَمَّا الَّذِي رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ... ، فهذا يشبه أَنْ يكون تأويلا عن جهة من محمد بن كعب، إن صح ذلك. ومحمد بن أبي حميد ضعيف عند أهل العلم بالحديث"(معرفة السنن ٥/ ٣٥٥).
وضعفه أيضًا: ابن دقيق في (الإمام ٢/ ٤٦٧)، وابن الملقن في (البدر المنير ٢/ ٣١٣)، وابن حجر في (الفتح ٣/ ٢٢٤)، والعيني في (نخب الأفكار ٧/ ٤٧٤)، والبوصيري في (إتحاف الخيرة ٢/ ٥١٣)، والسيوطي في (الجامع الكبير ٩/ ٧٦)، والمباركفوري في (شرح مشكاة المصابيح ٥/ ٤٣٤).
وقال الألباني:"منكر بهذا اللفظ"(الضعيفة ٩٦٦).
[تنبيه]:
عزاه ابن بطال في (شرح البخاري ٣/ ٣٤٧) - وتبعه ابن الملقن في