"وينبغي أَنْ ينظر في هذا الإسناد في اتصاله ما بين نبيح وأم أيمن، فإنهم اختلفوا في وقت وفاتها"(الإمام ٣/ ٣٨٦ - ٣٨٧)، فقد قال الزُّهْرِيّ أنها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر، وقيل أنها أدركت قتل عمر، قال ابن دقيق:"فإن كان الأمر على ما نقل عن الزُّهْرِيِّ، فلم يدركها نبيح، وإن كان على الآخر فينظر في ذلك"، وتبعه ابن الملقن في (البدر المنير ١/ ٤٨٢ - ٤٨٣).
قلنا: وعلى القول الثاني، فلم يدركها أيضًا، فإن نبيح العنزي إنما يروي عمن تأخرت وفاتهم من الصحابة، كجابر وابن عمر وأبي سعيد، أما الكبار منهم فلا، انظر:(تهذيب الكمال ٢٩/ ٣١٤). بل ولا يعرف له رواية عن أم أيمن غير هذه، وهي من رواية ذاك المتروك.
ولهذا جزم الحافظ بذلك، فقال:"وأبو مالك ضعيف، ونبيح لم يلحق أم أيمن"(التلخيص الحبير ١/ ٤٦).
واقتصر الهيثمي على إعلاله بضعف أبي مالك، فقال:"رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف"(المجمع ١٤٠١٥).
الثالثة: اضطراب أبي مالك النخعي في سنده؛ فقد رواه شبابة عنه - كما تقدم - عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن.
ورواه غير شبابة عنه عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن، به.
كذا أخرجه ابن السكن - كما في (الإصابة ١٤/ ٢٩٤) -: من طريق عبد الملك بن حسين عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن، به.