ومشكدانة صدوق موثق، وإسحاق بن سليمان الرازي ثقة، غير أَنَّ أحاديثه عن الصدفي منكرة كما سيأتي، وقد توبع عليه إسحاق بن سليمان بما لا يفرح به:
فرواه العقيلي في (الضعفاء ١٠٥٢)، والبيهقي في (الدلائل ٦/ ٢٤) من طريق سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الرحيم بن حماد عن معاوية بن يحيى الصدفي عن الزُّهْرِيِّ، به.
وسليمان بن أحمد: هو أبو محمد الجرشي الشامي، نزيل واسط، مجروح متهم (اللسان ٣٥٧٧)، وشيخه عبد الرحيم بن حماد قال عنه العقيلي:"مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ حدثناه ... " وذكر حديثنا هذا (الضعفاء ٢/ ٥٦٩).
قلنا: ومعاوية بن يحيى الصدفي، واه جدًّا، قال ابن معين:"هالك ليس بشيء"(تهذيب الكمال ٢٨/ ٢٢٢)، وقال أحمد:"تركناه"(تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٢٠)، وجرحه سائر النقاد، ولذا قال الذهبي:"ضعفوه"(الكاشف ٥٥٣٦).
فهذه هي علة الحديث، وبها أعله ابن كثير في (البداية والنهاية ٦/ ١٤١)، أضف إلى ذلك أَنَّ رواية الصدفي عن الزُّهْرِيِّ خاصة متكلم فيها، قال البخاري والساجي:"اشترى كتابا من السوق للزهري، فجعل يرويه عن الزُّهْرِيِّ"(الضعفاء الصغير ٣٦٦) و (تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٢٠)، فأما ما نقله المزي وغيره عن البخاري أنه قال: "أحاديثه عن الزُّهْرِيِّ مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير