كأنها من حفظه"، وأصله ما رواه ابن عدي في (الكامل ١٨٩١) عن الجنيدي، حدثنا البخاري قال: "معاوية بن يحيى دمشقي، وكان على بيت المال بالري، عن الزُّهْرِيِّ أحاديثه مشتبهة (! ) كأنها من كتاب .. "الخ.
فهذه الرواية عن البخاري بها قصور، والذي في المطبوع من (التاريخ الكبير ٧/ ٣٣٦) أنه إنما قال: "روى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة، كأنها من كتاب، .. "الخ، وهكذا وردت العبارة في (الضعفاء الصغير للبخاري ٣٥٠)، وهكذا رواها العقيلي في (الضعفاء ١٧٦٣) عن آدم بن موسى عن البخاري، وكذلك قاله أبو حاتم كما في (الجرح والتعديل ٨/ ٣٨٤).
وهذا الحديث ليس من رواية هقل بن زياد عن الصدفي، وإنما يرويه عنه إسحاق بن سليمان، وأحاديثه عن الصدفي مناكير كما سبق، ومتابعة عبد الرحيم بن حماد لا يعتد بها كما بيناه آنفًا.
والخلاصة أَنَّ في الحديث علتين:
الأولى: وهاء معاوية بن يحيى الصدفي، لاسيما حديثه من رواية إسحاق بن سليمان عنه، فإنه منكر.
الثانية: الكلام في رواية الصدفي عن الزُّهْرِيِّ.
ومع ذلك يقول ابن حجر: "هذا إسناد حسن، ومعاوية بن يحيى الصدفي ضعيف. ولكن لحديثه شاهد من طريق يعلى بن مرة" (المطالب ١٥/ ٥٣٣).
ولما أورده السيوطي في (الخصائص الكبرى ٢/ ٦٠) قال: أخرج أبو يعلى، والبيهقي بسند حسنه ابن حجر في المطالب العالية".