كذا قال، ولا ندري على أي شيء اعتمد في قوله:"صدوق"، ولم يوثقه معتبر، بل إن ابن حبان لما ذكره في (الثقات) مع تساهله في ذلك، قال:"كان يخطئ"، فكيف يكون صدوقا، وتوسط فيه الحافظ فقال:"صدوق يخطئ"(التقريب ٧٦٣٤).
وعلى كلِّ حالٍ فمثله لا يحتج بما ينفرد به، فكيف إذا خولف، فقد تقدم أَنَّ الثقات الأثبات من أصحاب ابن جُرَيْجٍ، قد رووه عنه، فزادوا في سنده (زياد بن سعد) بين ابن جُرَيْجٍ والزُّهْرِيّ، وبدون ذكر نزع الخاتم عند دخول الخلاء.
فلا جرم أَنْ يقول البيهقي عن متابعة يحيى هذا:"شاهد ضعيف".
وقال البغوي - عقبه -: "هذا حديث غريب"(شرح السنة ١٨٩).
وقال ابن حجر:"وأما متابعة يحيى بن المتوكل له - أي لهمام - عن ابن جُرَيْجٍ، فقد تفيد، لكن قول يحيى بن معين: لا أعرفه، أراد به جهالة عدالته لا جهالة عينه، فلا يعترض عليه بكونه روى عنه جماعة، فإن مجرد روايتهم عنه لا تستلزم معرفة حاله.
وأما ذكر ابن حبان له في (الثقات)، فإنه قال فيه مع ذلك: كان يخطئ. وذلك مما يتوقف به عن قبول أفراده" (النكت على كتاب ابن الصلاح ٢/ ٦٧٨).
وقد تعقب قول البيهقي المتقدم جماعة:
فقال الذهبي بإثره:"يحيى هذا بصري ما علمت أحدًا وهاه"(المهذب ١/ ١٠٣).
وقال ابن التركماني: "وقول البيهقى (هذا شاهد ضعيف) فيه نظر؛ إذ ليس