عن الأعمش وسائر من رواه عن الأعمش لا يقول فيه (بالمدينة)". وقال أيضًا: "قول ابن وضاح: (المزابل لا تكون إِلَّا في الحضر) تحكم منه" (الاستذكار ٢/ ٢٤٦).
وقال ابن دقيق العيد: "ومن أدخل هذا الحديث دليلا على المسح في الحضر، من غير أَنْ يكون فيه قوله:"بالمدينة" من حيث إِنَّ السباطة لا تكون إِلَّا في الحضر، فلم يحسن؛ لأنه لا يلزم من كون السباطة في الحضر أَنْ يكون القائم عليها في حكم الحاضر، والله عز وجل أعلم" (الإمام ٢/ ١٣٨).
ومال الحافظ ابن حجر إلى تصحيحها، فقال: "وزاد عيسى بن يونس فيه عن الأعمش أَنَّ ذلك كان (بالمدينة) أخرجه ابن عبد البر في (التمهيد) بإسناد صحيح، وزعم في الاستذكار أَنَّ عيسى تفرد به، وليس كذلك؛ فقد رواه البيهقي من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن الأعمش كذلك، وله شاهد من حديث عصمة بن مالك سنذكره بعد" (فتح الباري ١/ ٣٢٨).
قلنا: حديث عصمة بن مالك لا يصلح للشواهد لشدة ضعفه، كما سيأتي بيانه قريبًا.
الطريق الثالث:
أخرجه ابن حزم في (المحلى ٢/ ٨١) قال: حدثنا أحمد بن محمد الطلمنكي، حدثنا ابن مفرج، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس، حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال:«كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ... الحديث».