وتعقبه الذهبيُّ الحاكمَ، فقال:"منكر، والحارث ليس بعمدة"(تلخيص المستدرك ١/ ١٥٨). وتبعه ابن الملقن في (البدر المنير ٢/ ٣٦٥).
كذا قالا، وفيه نظر، من وجهين:
الأول: أَنَّ الحارث هذا: هو ابن أبي أسامة: ثقة حافظ عمدة، وثقه الدارقطني وغير واحد، وإنما تُكلم فيه لأنه كان يأخذ على الرواية، ولما ضعفه الأزدي، تعقبه الذهبي نفسه، فقال:"هذه مجازفة، وليت الأزدي عرف ضَعْف نفسه"(تاريخ الإسلام ٦/ ٧٣٢)، ورمز له في (ميزان الاعتدال ١٦٤٤) بـ"صح"، وقال:"كان حافظا عارفًا بالحديث، عالي الإسناد بالمرة، تُكلم فيه بلا حجة".
فلعل مقولة الذهبي في (التلخيص)، كانت بادرة منه، في بداية الطلب، والله أعلم.
الثاني: أنه لم ينفرد به، فقد تابعه مالك بن سعد ومحمد بن مَعْمَر وإبراهيم بن بسطام، جميعهم عن روح، به.
وبهذه المتابعات يتعقب على الطبراني في قوله:"لم يرو هذا الحديث عن أبي عامر الخزاز إِلَّا روح، تفرد به ابن بسطام"(المعجم الأوسط ٧٤١٢).