قلنا: ويحيى الحماني وإن كان فيه مقال لكونه يحدث بما لم يسمع، إِلَّا أنه كان من الحفاظ لحديث شريك، قال أبو حاتم الرازى: "لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثوري، ويحيى الحماني في حديث شريك" (الجرح والتعديل ٦/ ١٧٨). وقال نجيح بن إبراهيم: "سألت على بن حكيم فذكرت يحيى الحماني، فقال:"ما رأيت أحدًا أحفظ لحديث شريك منه"(تهذيب الكمال ٣١/ ٤٣٣).
وثم متابعات أخرى لزهير، وكذا لأبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله. فقد أسنده الدارقطني في (العلل ٦٨٦) من طريق ليث بن أبي سليم ومحمد بن خالد الضبي وغيرهما: عن عبد الرحمن بن الأسود، به.
وقد ذكر الدارقطني الحديث في (الإلزامات والتتبع) وذكر أوجه الخلاف فيه على أبي إسحاق، ثم قال:"أحسنها إسنادا: الأول الذي أخرجه البخاري، وفي النفس منه شيء لكثرة الاختلاف، عن أبي إسحاق، والله أعلم"(الإلزامات والتتبع ٩٤). وذكر في (العلل) أيضًا أوجه الاختلاف فيه على أبي إسحاق، وأطال جدًّا، فانظر:(العلل ٢/ ٢٦٧ - ٢٨٣ / س ٦٨٦).
وقال العقيلي:"والحديث من حديث أبي إسحاق مضطرب، وأحفظ من [رواه](١) زهير بن معاوية"(الضعفاء ٢/ ٢١٤).
(١) في طبعة دار المكتبة العلمية: "رِوَايَة"، والتصويب من طبعة التأصيل (٢/ ٢٧٦).