زُرَيْع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاقَ، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة، مرفوعًا به.
ورواه النَّسائي: من طريق بِشر بن المُفَضَّل، عن عبد الرحمن بن إسحاق ... به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ رجالُ الشيخين، عدا عبدِ الرحمن بن إسحاق- وهو المدني-؛ فمختلَف فيه، ولخَّص الحافظُ حالَه بقوله:"صدوق"(التقريب ٣٨٠٠). لكن قال البخاري:"ليس ممن يُعتمد على حفظه إذا خالف مَن ليس بدونه"(تهذيب الكمال ١٦/ ٥٢٤).
قلنا: وقد خالف عبدُ الرحمن بنُ إسحاقَ جبلَ الحفظِ والإتقانِ الإمامَ مالكًا، في سنده ومتْنِه:
أما السند؛ فخالف مالكًا في موضعين:
الأول: إسقاط أبي سعيد المَقْبُري، والآخَر: رفْع الحديث.
فقد رواه مالك في (الموطأ/ صفة النبي صلى الله عليه وسلم ٣): عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفًا.
وقد أشار النَّسائي لهذه العلةِ بقوله- عَقِبَ روايةِ عبد الرحمن بن إسحاقَ-: "وقَفه مالك"، ثم أسنده موقوفًا من طريق مالك، وسيأتي تخريجُ هذه الرواية قريبًا.
وأما المتن؛ ففي قوله:((وَنَتْفُ الضَّبْعِ))، وقد رواه مالك بلفظ:((وَنَتْفُ الْإِبْطِ)).