الأول: قال ابن مَنْدَه- بعد إخراجه الحديثَ من طريق جعفر بن سُلَيْمان-: "وهذا إسناد صحيح"(الإمام لابن دقيق العيد ١/ ٤٠٤).
وأبَى ذلك بعضُ أهل العلم؛
فعن محمد بن داود عن الإمام أحمد، أنه قال:"قد سمِعنا فيه حديثًا لا أدرى كيف نُثبته، كان شُعبة يُنكره"، يعني حديثَ أبي عِمران الجَوْني عن أنس:((وُقِّتَ لَنَا)) (الوقوف والترجل للخلال ١٦٤).
وعن الحسن بن علي بن الحسن الإسْكافي: أن أحمد سُئل عن التوقيت في حلق العانة ونتف الإبْط؟ فقال:"لا يَثبت"(الوقوف والترجل للخلال ١٦٣).
وقال مُهَنَّا: سألت أبا عبد الله عن صدقة بن موسى الدَّقيقي؟ فقال:"له حديثٌ منكر". قلت: أليس هو؟ قال:"يحدِّث عن عمران الجَوْني عن أنس: ((وُقِّتَ لَنَا فِي حَلْقِ الْعَانَةِ وَنَتْفِ الْإِبْطِ)) (١) ". قلت: وهذا منكر؟ قال:"نعم؛ كان شُعبةُ يُنكِر هذا الحديث"(الوقوف والترجل للخلال ١٦٥).
ورُوي عن مُهَنَّا أيضًا أنه قال: سألت أبا عبد الله عن حديث جعفر بن سُلَيْمان الضُّبَعي، عن أبي عِمران الجَوْني، عن أنس، قال:((وَقَّتَ لَنَا فِي حَلْقِ الْعَانَةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا))؟ فقال لي: "صدقة بن موسى الدَّقيقي يرويه عن أبي عِمران الجَوْني، عن أنسٍ، يرفعُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما تقول في هذا الحديث؟
(١) كذا ذكره بالبناء للمجهول، والذي رواه كذلك هو جعفر بن سُلَيْمان، أما صدقة فصرح برفعه، فقال في روايته: "وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... "، كما سيأتي.