فقال:"كان شُعبةُ يُنكِره". فقلت: ما معنى قول: "شعبة يُنكِره؟ " قال: "يقول: ليس له أصل". وقال لي أحمد بن حنبل: ما أحسنَه أن يتعاهد الرجل نفْسَه في كل أربعين يومًا. قال لي أحمد بن حنبل:"هذان رجلان قد حدَّثا به: جعفر بن سُلَيْمان، وصدقة بن موسى الدَّقيقي". فتعجب من قول شُعبةَ: ليس لهذا الحديث أصل. (الوقوف والترجل للخلال ١٦٦).
وقال أيضًا:"أعجبُ إليَّ أن يُعمل به"(الوقوف والترجل للخلال ١٦٩، ونحوه ١٧٠).
ولهذا قال ابن مُفْلِح:"وفي (الغُنْية): اختلفت الرواية عن أحمدَ في تصحيح هذا الحديث؛ فرُوِي عنه إنكارُه، ورُوي عنه الاحتجاجُ به في التوقيت بهذا المقدار"(الآداب الشرعية ٣/ ٣٣٠).
وقال العُقَيلي- عَقِبه-: "والرواية في هذا الباب متقاربةٌ في الضعف، وفي حديث جعفرٍ نظرٌ"(الضعفاء ٢/ ٢٦٧).
وقال ابن عبد البر:"وهذا حديث ليس بالقوي من جهة النقل، ولكنه قد قال به قوم"(التمهيد ٢١/ ٦٨).
وأبان عن علته في "الاستذكار"، فقال:"هو حديث ليس بالقوي؛ انفرد به جعفر بن سُلَيْمان الضُّبَعي، عن أبي عِمران الجَوْني، عن أنس، لا يُعرف إلا من هذا الوجه.
وليس جعفر بن سُلَيْمان بحُجَّة عندهم فيما انفرد به؛ لسوء حفظه، وكثرةِ غلطه، وإن كان رجلًا صالحًا" (الاستذكار ٢٦/ ٢٤٣).
قلنا: وفيما ذكره ابن عبد البر نظرٌ، فجعفر بن سُلَيْمان الضُّبَعي؛ الجمهور على توثيقه، وإنما تَكلَّم مَن تكلَّم فيه لأجل التشيع، وربما خُولف في بعض