للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن شاهين: "وهذا الخلاف في جعفر من ابن عمار في ضعفه، ومن يحيى بن سعيد في تركه لعلة المذهب؛ لأنه يُروَى عنه أنه قيل له: تشتم أبا بكر وعُمر؟ فقال: شتْمُهما لا، ولكن بُغضًا ما شئتَ! وما رأيتُ مَن طعن في حديثه إلا محمد بنَ عبد الله بن عمَّارٍ المَوْصليَّ بقوله: جعفر بن سُلَيْمان: ضعيف" (المختلف فيهم ص ٢٣ - ٢٤).

قلنا: وقول ابن عمار: إنه ضعيف، ليس صريحا أيضًا في إرادة حديثه، فلعله أيضًا لأجْل المذهب. والله أعلم.

قلنا: وقد أنكر الساجي قصةَ سبِّ الشيخين، فقال: "وأما الحكاية التي رُوِيت عنه، فإنما عنَى به جارين كانا له، وقد تأذَّى بهما، يُكنَى أحدُهما: أبا بكر ويُسمَّى الآخَر: عُمر، فسُئل عنهما، فقال: "السبُّ لا، ولكن بُغضًا يا لك"، ولم يعْنِ به الشيخين" (الكامل ٣/ ٩٧).

ولهذا قال الذهبي: "ويُروَى أن جعفرًا كان يترفَّض، فقيل له: أتسبُّ أبا بكر وعُمر؟

قال: "لا، ولكن بُغضًا يا لك". فهذا غير صحيح عنه"، وذكر كلام الساجي، وأقرَّه (سير أعلام النبلاء ٨/ ١٩٨).

وقال ابن عَدِي: "ولجعفرٍ حديثٌ صالح، وروايات كثيرة، وهو حسَن الحديث، وهو معروف في التشيُّع وجمْع الرِّقاق ... وأرجو أنه لا بأس به، والذي ذُكر فيه من التشيُّع والرواياتِ التي رواها التي يُستدل بها على أنه شيعي، فقد روَى في فضائل الشيخين أيضًا كما ذكرتُ بعضَها، وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كان منها منكرًا فلعل البلاءَ فيه من الراوي عنه، وهو عندي ممن يجب أن يُقبل حديثه" (الكامل ٣/ ١٠٧، ١٠٨).