هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه: ثُوَيْر بن أبي فاخِتة، وهو "ضعيف" كما قال الحافظ في (التقريب ٨٦٢).
ومع ضعْفه قد اضطرب، فرواه مرةً عن مجاهد عن ابن عُمر، ومرةً عن سعيد بن جُبَير عن ابن عُمر؛
فقد سُئل الدارَقُطْني عن حديثٍ رُوي، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عُمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:((خُذُوا مِنَ الشَّارِبِ، وَوَفِّرُوا اللِّحْيَةَ))؟ فقال:"يرويه ثُوَيْر بن أبي فاخِتة، واختُلف عنه؛ فرواه إسرائيل، عن ثُوَيْر، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عمر.
وخالفه عَبيدة بن حُمَيد؛ رواه عن ثُوَيْر، عن مجاهد، عن ابن عُمر. وثُوَير ضعيف" (العلل (٦/ ٣٧٧/ ٢٨٠٥).
قلنا: وفي السياق الذي ذكره الدارَقُطْني من رواية إسرائيل عن ثُوَيْر، بيانُ أن قوله في رواية أحمدَ:(يَعْنِي: الْعَنْفَقَةَ) مُدرَجٌ من قول أحدهم تفسيرًا للحديث، وقد أخطأ فيه؛ حيث شذَّ عن ظاهر الحديث، وخالف سائر روايات الباب عن ابن عُمر وغيرِه. والله أعلم.
والحديث ذكره ابن عَدِي في ترجمته، مع جملة من حديثه، ثم قال:"ولِثُوَيْر غيرُ ما ذكرتُ من الحديث، وقد نُسب إلى الرفض، وضعَّفه جماعة كما ذكرت، وأثَر الضعْف بيِّنٌ على رواياته".
وبه ضعَّفه أيضًا ابن القَيْسَراني، فقال:"وثُوير هذا ضعيف جدًّا"(الذخيرة ٢٧٢٩).
وقال الهيثمي: "هو في الصحيح خلا الأخذِ من العنفقة، رواه الطبراني،