عنه سُكَين مجهول أيضًا كما تقدَّم في كلام الخطيب، وقد قال الحافظ العسقلاني في ترجمته من (اللسان): "قال ابن حِبَّان: يروي الموضوعات، روى عن المغيرة عن ابن عباس رفعه: "مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ". قلت (الألباني): فالحديث إذًا موضوع من هذا الوجه، حتى عند ابن حِبَّان الذي وثَّق المُغيرة، فهو إنما يَتَّهم به سُكَينًا هذا؛ فالراوي عنه يوسف الغَرِق قد تابعه عليه عبد الرحمن بن قيس عند أبي بكر الكَلاباذي في مفتاح معاني الآثار"(الضعيفة ١٩٣).
قلنا: نعم، قد تُوبِع يوسف، ولكن ممن لا يُعتد بمتابعته، ولا يُفرح بها! ، وإليك البيان:
رواه الكَلاباذي في (بحر الفوائد ١/ ١٥١) عن محمد بن عبد الله بن يوسف المعروف بالعماني، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد القُشَيْري، عن محمد بن الأزهر، عن عبد الرحمن [بن قيس]، عن سُكَين بن سِراج، عن المغيرة بن سُوَيد، عن ابن عباس، مرفوعًا:((مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ)).
وهذا أشدُّ وَهاءً من الذي قبله؛ فعبد الرحمن بن قيس هذا هو أبو معاوية الزعفراني؛ كذَّبه ابن مَهْدي وأبو زُرعة، ورماه الحافظ صالح جَزَرة والحاكم بالوضع (تهذيب التهذيب ٦/ ٢٥٨)، وقال ابن حجر:"متروك، كذَّبه أبو زُرْعة وغيرُه"(التقريب ٣٩٨٩).
والراوي عنه محمد بن الأزهر، لعله الجُوزَجاني، مختلَف فيه (اللسان ٦٤٥٥)، وأبو إسحاق القُشَيْري لم نجد مَن ترجم له.
وقد خُولف كل من يوسف وابن قيس في سنده أيضًا:
فرواه ابن عَدِي في (الكامل ١٠/ ٤٦١) من طريق عبد الرحمن بن عَمرو