الحَرَّاني، ثنا سُكَين بن ميمون (١) أبو سِراج، عن المغيرة بن سُوَيد الكوفي، عن شيخ من النَّخَع، قال: لَقِيَني عِكْرِمَة، فقال لي: شَعَرْتُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ)).
وعبد الرحمن بن عَمرو؛ قال فيه أبو زُرعة:"شيخ"(الجرح والتعديل ٥/ ٢٦٧)، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات ٨/ ٣٨٠)، ووثَّقه الطبراني في (المعجم الصغير / عقب الحديث رقم ١١٣٤).
وقد جعله عبد الرحمن من حديث سُكَين، عن المغيرة، عن شيخ من النَّخَع-لم يُسَمَّ-، عن عِكْرِمَة، قال: شَعَرْتُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: ... الحديثَ.
فقد تبيَّن بهذا أن رواية المغيرة عن ابن عباس منقطعةٌ، وهذه هي العلة الرابعة.
وكذلك روايةُ عبد الرحمن بن عَمرو الحَرَّاني، في سندها أربعُ علل أيضًا: الأولى والثانية: سُكَين والمُغِيرة، وقد سبق الكلامُ عنهما، والثالثة: الشيخ النَّخَعي الذي لم يُسَمَّ، والرابعة: شكُّ عِكْرِمَة؛ فإنه يقول:"شَعَرْتُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ"، وهذا شكٌّ، وعلى كلٍّ فالسند إليه لا يصح؛ فالحديث من هذا الوجه لا يثبت بحال، والظاهر أنه من وضْع سُكَيْن كما يقتضيه صنيعُ ابن حِبَّان، وأقرَّه عليه ابن طاهر القَيْسَراني في (تذكرة الحفاظ ٧٣٦) و (معرفة
(١) - هكذا سُمي في هذا الإسناد: سُكَين بن مَيْمون أبو سِراج، وفي الطرق السابقة: سُكَين بن أبي سِراج، وقد ذَكر الخطيب في (غُنية الملتمس /ص ٦٧) أنه يقال له: "سُكَين بن أبي سِراج، وسُكَين أبي سراج، وسُكَيْن بن سراج"، والجمع بين ما في هذا الإسناد والوجه الأول والثاني ممكن، بخلاف الوجه الثالث، وانظر التنبيهات.