الأول: روى الخطيب في (تاريخه ١٦/ ٤٣٦) عن الحافظ صالح بن محمد الملقَّب بجَزَرة أنه قال عن هذا الحديث: "قال بعض الناس: إنما هو تصحيف، إنما هو ((مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لَحْيَيْهِ بِذِكْرِ اللهِ))، ثم قال الخطيب: "ولا تصح ((لِحْيَتِهِ)) ولا: ((لَحْيَيْهِ)) ". وأقرَّه ابن الجوزي في (الموضوعات ١/ ٢٦٠). والحديث بهذه السياقة لم نجدْه، ولكن جاءت لفظة ((لَحْيَيْهِ)) في المطبوع من معجم الطبراني، وجاءت في (المجمع ٥/ ١٦٤): ((لِحْيَتِهِ))، وهكذا عزاه السُّيوطي للطبراني في (الجامع الصغير ٨٢٥١) و (الكبير ٢٣٦٢٨)، ولَمَّا أسنده ابن عَدِي من رواية محمد بن قُدامة بلفظ: "خِفَّة عَارِضَيْهِ" أتبعه برواية محمود بن خِداش بلفظ: "خِفَّة لِحْيَتِهِ"، ثم قال: "ثنا عُمر بن سِنان، ثنا عبد الرحمن بن أبي شُرَيح، ثنا يوسف بن الغَرِق بإسناده نحوه، وقال:((خِفَّة لِحْيَتِهِ)) "، هكذا ورد في المطبوع من (الكامل ١٠/ ٤٦١ ط الرشد، ٧/ ١٦٨ ط. الفكر، ٨/ ٥٠٦، ٥٠٧ ط. العلمية)، مع أن السياق يقتضي تغايرًا بين رواية ابن خِداش وروايةِ ابن أبي شُرَيح، وهو ما كشفَتْه طبعةُ أبي غدة لـ (لسان الميزان ٨٧٠٢)؛ حيث جاء فيها قول الذهبي عقب رواية ابن قدامة: "تابعه محمود بن خِداش عن يوسف، وقال:"لَحْيَيْهِ" بدلَ: "عَارِضَيْهِ"، والذي في المطبوع من (الميزان ٤/ ٤٧١): ((لِحْيَتِهِ)) بدل ((عَارِضَيْهِ))! وكذلك في (اللسان ٦/ ٣٢٦ ط. الهندية)، وما في طبعة أبي غدة هو الأقرب للصواب؛ بدلالة السياق، والله أعلم.
الثاني: خلَط ابنُ حجر في (اللسان ٣٥٢٦) بين سُكَين بن أبي سِراج، وسُكَينِ بن يَزيدَ أبي قَبِيصة، فجعلهما واحدًا! وهما اثنان مختلفان في الكُنية والنِّسبة واسمِ الأب والشيوخِ والتلاميذ، وقد فرَّق بينهما الذهبي في