قلنا: قال الذهبي: "روى له الشيخان في المتابعات، ما أظن أن واحدًا منهما جعله حُجَّة"(السير ٧/ ٥٩)، وقال ابن حجر:"أخرج له البخاري حديثين من روايته عن الزُّهْري، تُوبِع فيهما، وعلَّق له غيرَهما"(المقدمة ص ٤٣٨).
وقد قال الذهبي:"بالجَهْد أن يُعَدَّ حديثُه حسَنًا، وليس هو بالمُكْثر"(السير ٧/ ٥٩)، وقال أيضًا:"فيه شيء"(الميزان ٣/ ٥٢٥)، وقال:"فيه لِين"(مَن تُكلِّم فيه وهو موثَّق ٣١٨)، ومع ذلك قال في (الديوان ٣٦٧٥): "ثقة، ضعَّفه النَّسائي وحدَه"! ! ، وقال أيضًا:"ثقة مشهور، غيره أثبتُ منه"(تاريخ الإسلام ٣/ ٩٥٧).
وقال الحافظ:"صدوق يخطئ"(التقريب ٥٨٢٦).
قلنا: ومما سبق يترجح أنه ليس بحُجَّة فيما انفرد به، لاسيما في حديثه عن الزُّهْري، فإنه كما قال ابن القطان:"لم يَحفظ حديثه كما يجب، فصار يجيء فيه بخلاف ما يجيء به غيرُه"، وكذلك الشأن في هذا الحديث، وهذه هي:
العلة الثانية: المخالفة؛ فقد روَى هذا الحديث ابن عُيَيْنة، والليْث بن سعد، وابن أبي ذِئْب، ويونس بن يزيد، وصالح بن كَيْسان، وعُقَيل بن خالد، وغيرُهم من أصحاب الزُّهْري الثقات، عن الزُّهْري، عن سَهْل، به، وقالوا فيه:((وَمَعَهُ مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ))، ولفظ يونس ((يُرَجِّلُ بِهِ رَأْسَهُ))، انظر:[مسند أحمد ٢٢٨٠٢ / صحيح البخاري ٥٩٢٤، ٦٢٤١، ٦٩٠١ / صحيح مسلم ٢١٥٦ / صحيح ابن حِبَّان ٥٨٤٥/ المعجم الكبير للطبراني ٥٦٦٠ - ٥٦٧٣].
فجاء ابن أبي حفصة وحدَه! وقال فيه عن الزُّهْري: ((وَمَعْهُ مِدْرَى، يُسَرِّحُ بِهِ