لِحْيَتَهُ))، فهو لم ينفرد وفقط، بل خُولف أيضًا؛ فروايته تُعدُّ منكَرة، والمحفوظ هو ما رواه الثقات من أصحاب الزُّهْري.
العلة الثالثة: يحيى بن عيسى الرَّمْلي، مختلَف فيه أيضًا، فقال أبو معاوية:"اكتبوا عنه؛ فطالما رأيته عند الأعمش"، وقال أحمد:"ما أقرب حديثَه"، وقال أبو داود:"بلغني عن أحمد بن حنبل أنه أحسن الثناء عليه"، ووثَّقه العِجْلي (تهذيب التهذيب ١١/ ٢٦٣).
وفي المقابل، قال ابن مَعين:"ليس بشيء"، وقال أيضًا:"ضعيف"، وقال:"لا يُكتب حديثُه"، وقال الدارمي:"هو كما قال يحيي، هو ضعيف"، وقال النَّسائي:"ليس بالقوي"، وقال مَسْلَمة:"لا بأس به، وفيه ضعْف"، وذكره العُقَيلي في (الضعفاء ٢٠٥٢)، وكذلك ابن عَدِي، وقال:"عامة رواياته مما لا يُتابع عليه"، وقال الجُوزَجاني:"يروي أحاديثَ يُنكرها الناس"، وقال ابن حِبَّان:"كان ممن ساء حفظه، وكثُر وهَمُه، حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات، فلما كثُر ذلك في روايته؛ بطَل الاحتجاجُ به"، وأقرَّه السَّمْعاني، انظر:(الكامل ٢١٢٠) و (المجروحين ٢/ ٤٧٩)، و (أحوال الرجال ٦٢) و (الأنساب ٥/ ١١٣) و (تهذيب التهذيب ١١/ ٢٦٣).
وقال الذهبي:"صُوَيلح، ضعَّفه ابن مَعين ... خرَّج له مسلم في الشواهد لا في الأصول"(مَن تُكلِّم فيه وهو موثَّق ٣٧٦)، وفي موضع آخَرَ:"صدوق يَهِم"(الديوان ٤٦٧١)، وفي موضع ثالث قال:"حسن الحديث"! (العبر ١/ ٢٦٣)، وفي (التقريب ٧٦١٩): "صدوق يخطئ".
قلنا: وقد تفرَّد يحيى بهذا الحديث عن سُفْيان الثَّوْري- كما قال أبو نُعَيم-، وتفرُّد مَن هذه حالُه بمثل هذا الحديثِ عن مثل الثوري تفرُّد فيه نظر، فأين