اللآلئ ٦٩١) - من طريق أحمد بن سعيد بن نجدة، حدثنا محمد بن آدم المِصِّيصي، حدثنا أبو المُحَيَّاة، عن أيوب بن مُدْرِك، عن مَكْحول، عن عائشة، أَنَّ النَّبِيَّ مَرَّ بِرِكْوَةٍ مِنْ مَاءٍ ... " نحوه.
وهذا إسناد واهٍ جدًّا؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: أيوب بن مُدْرِك، قال ابن مَعين: "ليس بشيء، كذاب"، وقال أبو حاتم والنَّسائي والدارَقُطْني: "متروك"، وضعَّفه أبو زُرعة والفَسَوي وابن عَدِي وغيرُهم (اللسان ١/ ٤٨٨)، ولذا قال الذهبي: "تركوه" (الديوان ٥٣٠).
الثانية: انقطاعه بين مَكْحول وعائشةَ؛ فهو لم يسمع منها كما في (السير ٥/ ١٥٦) و (جامع التحصيل ٧٩٦).
وبهاتين العلتين أعلَّه ابن عَدِي، فنَقل جرْح ابن مَعين والنَّسائي لأيوبَ، ثم روَى له حديث الصلاة على أصحاب العمائم يوم الجمعة، ثم حديثَنا هذا، وقال عقبه: "ولأيوبَ بنِ مُدْرِك أحاديث، وعامة حديثِه عن مكحول، وإذا روى عن مكحول، فيكون مكحول عن صحابة، ولم يدركْهم، مثل مَن ذكرته: أبو الدَّرْداء، وعائشة ... (وكل ذلك) مراسيلُ، وأيوب بن مُدْرِك فيما يرويه عن مكحول وغيرِه يتبيَّن على رواياته أنه ضعيف"، ثم قال ابن عَدِي: "وهذان الحديثان منكران عن مكحول، وروى أيوب هذا غيرَ هذين الحديثين عن مكحول مناكير" (الكامل ٢/ ١٩٥ - ١٩٦).
وتبِعه ابن طاهر، فقال: "رواه أيوب بن مدْرِك الحنفي، عن مكحول، عن عائشة. وأيوبُ متروك الحديث، ومكحول عن عائشة منقطع؛ لأنه لم يُدْرِكْها" (ذخيرة الحفاظ ٢٧٥٤).