قال الطبراني في (الأوسط ٦٤٢٦): حدثنا محمد بن عبد الغني، ثنا أبي، ثنا مُؤَمَّل، عن أبي أُمَيَّة بنِ يَعْلَى، عن نافع، قال: جاء رجل إلى ابن عُمر يقال له ابن جُرَيج، وكان رجلًا ممارِيًا، فقال: يا أبا عبد الرحمن، رأيتُك تصنعُ شيئًا لم أرَ أحدًا يصنعُه ... قال: رأيتُك لا تُهِلُّ حتى تستويَ بك راحلتُك، ورأيتُك تُحْفِي شاربَك ... ؟ قال: أَمَّا إِهْلَالِي حِينَ تَسْتَقِلَّ بِي رَاحِلَتَى، فَإِنِّي ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُهِلُّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ بِهِ رَاحِلَتُهُ))، وَأَمَّا إِحْفَائِي شَارِبِي، ((فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْفِي شَارِبَهُ)) ... الحديثَ.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديثَ عن نافع إلا أبو أُمَيَّةَ، تفرَّد به مُؤَمَّل بن عبد الرحمن، والمشهور عند الناس مِن حديث سعيدٍ المَقْبُري، عن عُبَيد بن جُرَيج".
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: أبو أُمَية بنُ يَعْلَى وهو إسماعيل بن يَعْلَى الثقفي؛ قال عنه يحيى بن مَعين والنَّسائيُّ والدارَقُطْني: "متروك". وقال البخاري: "سكتوا عنه"، وضعَّفه أبو حاتم وأبو زُرعة والسَّاجي وغيرُهم، انظر (لسان الميزان ١٢٦٦).
الثانية: مُؤَمَّل بن عبد الرحمن الثَّقَفي؛ قال عنه أبو حاتم: "ليِّن الحديث، ضعيف الحديث"، وساق له ابن عَدِي عدةَ أحاديثَ واهيةٍ، وقال: "عامة
(١) في مطبوع (السلسلة الضعيفة): "الخلة"، والصواب: "اللحية".