زياد بن كُلَيْب، عن حبيب، به، مرسَلًا. وسيأتي الكلامُ عليه قريبًا.
وبهذا أعلَّه البَيْهَقي؛ حيث قال عَقِبَ الحديثِ:"أسنده كاملٌ أبو العلاء، وأرسلَه مَن هو أوثقُ منه".
وقال ابن حَجر:"أخرجه ابن ماجه، والبَيْهَقيُّ، ورجاله ثقات، ولكنه أعلَّه بالإرسال، وأنكر أحمدُ صحتَه"(فتح الباري ١٠/ ٣٤٤).
وقال أبو نُعَيم عَقِب الموصولِ:"غريبٌ من حديث حبيب، تفرَّد به كاملٌ"(الحلية ٥/ ٦٧ - ٦٨).
قلنا: بل تُوبِع عليه كاملٌ، ولكنْ بما لا يُعتدُّ به؛ فقد أخرجه ابن ماجه (٣٧٧٧): حدثنا عليُّ بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي هاشم الرُّمَّاني، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أم سلَمة، به.
وهذا إسناد رجالُه ثقاتٌ إلى أبي هاشم، وأبو هاشم:"ثقة من رجال الصحيح"، ولكن هذا الوجه غيرُ محفوظ عنه؛ فقد رواه ابن سعد في (الطبقات ١/ ٣٨٠) قال: أخبرنا عارِم بن الفضْل، وموسى بنُ داودَ، قالا: أخبرنا حمَّاد بن زيد،
ورواه أحمد في (العلل ٥٧٠١)(١): من طريق أبَانَ العطَّارِ،
(١) جاء في المطبوع من العلل: "قال أبو عبد الرحمن: وأخبرَنا أبانُ ... "! كذا، وهذا خطأٌ، الصواب: "قال عبد الرحمن: وأخبرَنا أَبانُ ... ". وعبد الرحمن هو ابن مَهْدي، يروي عن أَبانَ، وهو تابِعٌ لسند الذي قبلَه. فلعل الناسخَ ظنَّه إسنادًا جديدًا من رواية عبد الله بن أحمدَ، وكُنيتُه أبو عبد الرحمن، فزاد لفظة (أبو)، فأخطأ، والله أعلم.