للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلاهما: عن كاملٍ أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن رجل (في رواية الطبراني: عن إنسان)، عن أم سلَمة، به.

وهذا ضعيف أيضًا؛ لإبهام الواسطة.

ولذا قال البُوصِيري: "وإسناده ضعيف أيضًا؛ لجهالة الرجل الذي لم يُسَمَّ" (الزوائد ٤/ ١٢٢).

ثم إن كاملًا أبا العلاء مختلَفٌ فيه؛ فقد وثَّقه ابنُ مَعين، ويعقوب بن سفيان، والعِجْلي (١٥٣٩)، وقال النَّسائي: "ليس به بأس". وقال في موضع آخَرَ: "ليس بالقوي". وقال ابن عَدِي: "رأيتُ في بعض رواياته أشياءَ أنكرْتُها، وأرجو أنه لا بأسَ به". وقال ابن سعد: "كان قليلَ الحديث، وليس بذاك". وقال ابن المُثَنَّى: "ما سمِعتُ ابن مَهْدي يحدِّث عنه شيئًا قط". وقال ابن حِبَّان: "كان ممن يَقلِب الأسانيدَ، ويَرفع المراسيلَ من حيث لا يدري، فبطَلَ الاحتجاجُ بأخباره". وقال الحاكم: "هو ممن يُجمع حديثُه". (تهذيب التهذيب ٨/ ٤٠٩)، ولخَّصه الحافظُ بقوله: "صدوق يخطئ" (التقريب ٥٦٠٤).

فمِثْله قد لا يُحتجُّ به إذا انفرد، فكيف إذا خُولِف؟ وهذه هي:

العلة الثانية: المخالفة؛ فقد رواه الثَّوْريُّ- كما عند عبد الرزاق في (المصنَّف ١١٢٧)، وأحمدَ في (العلل ٥٧٠٠)، وابنِ سعد في (الطبقات ١/ ٣٨٠)، والبَيْهَقيِّ في (الكبرى ٧٠٢) - عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِذَا اطَّلَى، وَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ)). هكذا مرسَلًا.

وكذا رواه أبو هاشمٍ الرُّمَّانيُّ- في الوجه الصحيحِ عنه- عن أبي مَعْشَرٍ