الثانية: محمد بن سُلَيْمان المَسْمُولي؛ قال البخاري:"كان الحُمَيدي يَتكلم فيه"(التاريخ الكبير ١/ ٩٧)، وقال أبو حاتم:"ليس بالقوي، ضعيف الحديث"(الجرح والتعديل ٧/ ٢٦٧)، وقال العُقَيلي:"رماه الحُمَيدي بالكذب"(الضعفاء ٣/ ٣٢١)، وضعَّفه أبو زُرْعة الرازي (الضعفاء ٢٩٤)، وقال النَّسائي:"ضعيف"(الضعفاء والمتروكين ٥١٧)، وذكره ابن عَدِي في الضعفاء، وروَى له هذا الحديثَ وغيرَه، ثم قال:"عامة ما يرويه لا يُتابَع عليه في إسناده ولا متْنِه"(الكامل ٦/ ٢٠٧)، وذكره العُقَيلي والسَّاجي والدُّولابي وابن الجارود في الضعفاء، وقال ابن حزم:"منكر الحديث"(لسان الميزان ٦٨٥٩)، وقال فيه ابن حزم أيضًا:"هالك"(المحلى ٩/ ٤٣٤).
هذا، وقد قال الحافظ ابن حجر:"ومحمد بن سُلَيمان ذكره ابن حِبَّان في الثقات، وذكره ابن شاهين في الثقات، وزعم أن يحيى بن مَعِين وثَّقه"(لسان الميزان).
قلنا: أما ذِكرُ ابن حِبَّان له في (الثقات ٧/ ٤٣٩)، فلا يُلتفَتُ إليه بجوار ما سبق، ويبدو أنه قد تناقض أيضًا؛ فقد ترجم في (المجروحين) لـ: "محمد بن سُلَيمان المَخْزومي من أهل مكة" ثم قال: "كان كثيرَ الخطإِ، فاحشَ الوَهَم، لا يُعجبني الاحتجاجُ بخبره إذا انفرد، وكان الحُمَيدي شديدَ الحَمْل عليه"(المجروحين ٢/ ٢٦٩).
فالظاهر أنه عين المذكور في الثقات، ولذا علَّق عليه إبراهيمُ بن أحمدَ المعروفُ بابن شاقلا، فقال:"الذي يخطئ يقال له: محمد بن سُلَيمان، هذا هو ابن مَسْمُول، منكر الحديث ... فإن كان هذا غيرَه فكلاهما ضعيف"