للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذي وضع الأحاديثَ في فضائل النور واسبيجاب وسَمَرْقَند وقَطَوان، وأنا أستغفر اللهَ من رواية هذا الحديث".

قلنا: وقد رُوي عن الفضْل بن خالد من وجهٍ آخَرَ لا يُفرَحُ به:

أخرجه الدَّيْلمي في (مسند الفردوس) - كما في (اللآلئ ٢/ ٢٢٧) - قال: أنبأنا عبد الله بن الحسين بن أحمد (التُّوَيِّي) (١)، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو عَمرو أحمد بن أبي الفُراتي، أنبأنا عبد الله بن يعقوب البُخاري، حدثنا أبو حاتم داود بن تَسْلِيم، حدثنا الفضل بن خالد أبو معاذ، به.

وهذا إسناد ساقط أيضًا؛ فيه أبو عِصْمة شيخُ الفضل، وسبق أنه كذاب وضَّاعٌ. وفيه أيضًا: عبد الله بنُ يعقوب البخاري، نُسِب إلى جده، واسمه: عبد الله بن محمد بن يعقوب، الحارِثي الفقيه، يُعرف بالأستاذ؛ وهو متَّهَم بوضع الحديث كما في (الميزان ٢/ ٤٩٦)، وشيخه ابن تَسلِيم! لم نجد مَن ترجم له، ويحتمل أن يكون الاسمُ محرَّفًا، والله أعلم.

والحديث ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) من الوجه الأول، ثم قال: "هذا حديث موضوعٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أقبح الموضوعات وأبردِها، وفيه مجهولون وضعفاءُ، ففي أوله هَنَّاد، ولا يوثق، وفي آخره نوح، قال يحيى: ليس بشيء، ولا يُكتب حديثُه، وقال السعدي: سقط حديثُه" (الموضوعات عقب حديث ١٤٥١).

وقال الذهبي: "سندُه ظُلمةٌ إلى نوح بن أبي مريم، متَّهم" (تلخيص


(١) تصحَّفت بالمطبوع إلى: "التوتي"، والصواب ما أثبتناه، كما ضبطها ابن ماكولا في (الإكمال ٧/ ٢٩٢)، والسَّمْعانيُّ في (الأنساب ٣/ ١١٤)، وغيرُهما، وكذا في ترجمته من (تاريخ الإسلام ١١/ ١١٤).